السلام عليكم. أنا امرأة لي 9 شهور من الزواج بعد شهرين من زواجي فتحت جوال زوجي وطبعا مقفله برقم سري لكني حطيت رقم وطلع صحيح وأنا ويشهد علي الله إني فتحت جواله من باب التسليه ولا كنت أتوقع أنه يخوني إلا وزوجي فاتح برنامج تعارف مع بنات وراسل لهم رسايل
اليوم الثاني قلت له الموضوع هزأني وليه افتح خصوصياته بعد ماخرج نفسه وأن صاحبه هو اللي استخدم جواله وأنا ماصدقته خلاص انهزت الثقه وطبعا اعتذرت ع تصرفي وان كان قصدي العب بالالعاب وانا مااتوقعتك تسوي كذا والحمدلله انه مو انت
وبعدها ماعاد صرت اثق فيه ومره كنت استخدم لابتوبه الاوهو داخل برنامج تعارف ثاني ومرسل رقم جواله وايميله والبيبي حقه وقريت من استشاريات لا تواجهينه وبيقلب عليك الموضوع ويصير عادي عنده المن صار موقف واضطريت اواجهه
وقال هالرسايل قديمه وأنا متاكدة أنها جديدة لانها بتاريخ جديد مشكلتي الان اصبحت لا أثق بزوجي نهائيا بعد ماكنت اثق فيه اكثر من نفسي صار اذا كلم بالجوال احسه يكلم وحده واذا جاته رساله من وحده واذا خرج من البيت احسه يكلم وحده لكن انه يخرج مع وحده مااتوقع يسويها
لكن احيانا اشك حتى في أنه يخرج لانه أحيانا اذا خرج ينظف نفسه من الى وحتى يزيل الشعر ومره حتى حط لوشن وعطور ويفرش اسنانه وانا وربي من غير ارادتي ولاابغى يوصلني الشك لهالدرجه لكن كيف اثق بزوجي
وكيف ارتاح من الشكوك والحين هو مسافر للخارج وبعد خايفه عليه وع نفسي وهو مره صرح لي لمن كشفت خيانته الاولى قلت مايهمني اللي قبل الزواج فقالي انا سويت اشياء لو يدرون اهلي عنها راحوا فيها وانا بأول زواجي كيف استطيع انسى خياناته او كلامه
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرا..
ابنتي الحبيبة.. في بداية حديثي معكِ أحييكِ وأرحب بكِ في موقعكِ المستشار، وأسأل الله سبحانه وتعالي أن يفرج لكِ كربكِ ويزيل همكِ ويهدي زوجكِ ويجمع بينكما دائما في الخير وعلي الخير... اللهم آمين.
فتشت في رسالتكِ – ابنتي الكريمة – لأعلم شيئا عن خُلق زوجكِ ومدي تدينه، أو علي أي شيء من سماته يكشف لي أسباب قبولكِ له زوجا لكِ يشارككِ أيامكِ بحلوها ومرها، ويكون أبا لأبنائكِ، وقائدا لسفينة حياتكِ، ويأخذ بيديكِ لمرضاة الله عز وجل، فلم أجد سوي بضع كلمات قد ذكرتها في رسالتكِ علي لسانه وهي (أنا سويت أشياء لو يدرون أهلي عنها راحوا فيها). فكلماته هذه قد أفصح فيها أن لديه تاريخ يعج بالكثير من التجاوزات والانتهاكات والوقوع في المحرمات، وإلا فما معني هذه الكلمات؟
وأعتقد أيضا أن أهلكِ قد أهملوا السؤال عنه جيدا قبل الموافقة عليه ولم يتحروا صاحب الدين والخلق عند القبول، ولهذا لا تتعجبين أن يكون قد تزوجكِ وهو مازال يحمل شيئا من ممارساته السابقة، وإن كنا نأمل أن يحاول التخلص منها ولو تدريجيا، ودوركِ الذي أنتي بصدده الآن هو الأخذ بيده والتعامل معه برفق كما يتعامل الطبيب مع مريضه.
ولكنني أعتب عليكِ – يا قرة عيني – مرتين، الأولي بسبب التجسس علي زوجكِ عن طريق فتح جواله (فتحت جوال زوجي)، ستقولين وتقسمين(يشهد الله أني فتحت جواله من باب التسلية)، سأقول لكِ فلماذا إذن الإصرار علي فتحه بعد أن وجدتِ الهاتف مغلقا برقم سري (قفله برقم سري لكني حطيت رقم وطلع صحيح)؟
قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
وهناك رواية في كتب السيرة تبين لنا خطأ التجسس وخلافة عمر بن الخطاب، رأى أن التجسس فيه نفعا للأمة وصلاحا للدولة، فكان يعس ليلا، ويتجسس نهارا، حتى سمع وهو يعس في المدينة صوت رجل يتغنى في بيته، فسور عليه، فوجد عنده امرأة وزقاعاقبته، في من خمر، فقال: أي عدو الله ظننت أن الله يسترك وأنت على معصية، فقال الرجل: لا تعجل يا أمير المؤمنين إن كنت أخطأت في واحدة، فقد أخطأت أنت في ثلاث.
قال الله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) فقد تجسست وقال: (وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) وقد تسورت وقال: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا) وما سلمت. فقال: هل عندك من خير إن عفوت عنك؟. قال نعم. فعفا عنه وخرج.
والعتاب الثاني بسبب مواجهته بما رأيتِ، لأن المواجهة تجعله يزداد عنادا وتشبثا بهذا الفعل، وكان الأجدر بكِ الصبر والحكمة وعدم الانفعال، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وحسنا ما فعلتي أنكِ (اعتذرت عن تصرفي) ثم بررتِ أن (كان قصدي العب بالألعاب).
ابنتي المؤمنة.. تبحثين عن السبيل لإعادة ثقتكِ في زوجكِ ونسي ما كان منه (كيف استطيع أنسى خياناته أو كلامه) وأقول لكِ لن يتم ما تؤملينه من زوجكِ إلا بإيقاظ الإيمان في قلبه وإحياء مراقبة الله تعالي في سره وعلانيته. وهذا هو دوركِ تجاهه، وحتى يتحقق ما تريدين أنصحكِ عزيزتي بالاتي:
1-لابد أن تتسلحي أنتي بقوة الإيمان حتى تستطيعي التأثير على زوجكِ، والإيمان شعور يعطي للإنسان طاقة وهمة للإقدام على أيّ خطوة..و قوة الإيمان تدفعكِ للصمود أمام أكبر المشاكل والصبر على حلها.
ولهذا ركزي الآن علي تقوية إيمانكِ وتثبيته عن طريق الانتظام في الصلاة علي أوقاتها، والاهتمام بالنوافل وحضور بعض دروس العلم، وسماع بعض الأشرطة الدينية وقراءة القرآن وذكر الرحمن، فحافظي على وردكِ القرآني اليومي، والذي يجمع بين القراءة والاستماع مع التدبر والتفكر في معاني الآيات.
2- حاولي أن تبحثي عن الصحبة الصالحة القريبة من فكركِ، لتكون عونا لك على مغالبة الشيطان، ودافعة لك لمرضاة الله، وتبذل لك النصيحة الخالصة في أمور دينكِ ودنياكِ.
3- إن الإنسان قد تعتريه الغفلة فيضعف إيمانه، وعلاج ذلك الإكثار من الاستغفار والمداومة على ذكر الله، فإن في ذلك جلاء للقلب من غفلته، وإيقاظه من رقدته، فالله الله بالإكثار من الاستغفار.
4- لاشك أن الممارسات الخاطئة التي يقوم بها زوجكِ سببها الأساسي هو ضعف الوازع الديني، وربما أيضا الفراغ وصحبة السوء، فتقوية الجانب الإيماني لزوجكِ عامل مهم، حاولي أن تشاركيه الأوراد والاستغفار وتلاوة القرآن، استيقظي، وحثي زوجكِ على الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل، وافزعي إلى الله تعالى بالدعاء.
فقد وعد الله من دعاه مضطرًا منيبًا حال الشدة والكربة أن يستجيب له، قال تعالى "أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَاء ٱلأرْضِ أَءلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" وأخلصي الدعاء له سبحانه، وابكي بين يديه أن يهدي زوجك ويصلح حاله ويملأ قلبه بالإيمان وبطاعة الله ويؤلف بينكما، خاصة أثناء السجود، والثلث الأخير من الليل.
وفي أوقات إجابة الدعاء. وليكن من دعائك: "اللهم قر عيني بهداية زوجي وصلاحه وتقواه"، "اللهم اشفِ زوجي، وعافه من هذا البلاء، اللهم اشرح صدره للإيمان، اللهم ارزقه الهداية، اللهم أره الحق حقا وارزقه إتباعه.
وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه"، " اللهم أبعد عنه رفقاء السوء، اللهم جنبه الفواحش والمعاصي، اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ". وإذا أتاحت لك الفرصة أن تسافري معه لأداء مناسك الحج أو العمرة فسيكون لهذا الأثر الكبير في تقوية إيمانه وتوبته.
5- تحدثي مع زوجكِ عن مراقبة الله تعالي، وأن الله يعرف سره وعلانيته، فهو الخالق المسيطر على الكون القادر على أخذ عباده وعذابهم، ولكن الله يترك لهم مجالًا للتوبة والإنابة لكي يرجعوا ويتوبوا. والله يرانا في كل أحوالنا، فلا ينبغي أبدا أن نجعل الله أهون الناظرين لنا، وذكريه بعظمة الله ولقاء الله بالموت، واستعيذي أمامه كثيرا من سوء الخاتمة.
6- شجعي زوجكِ علي المحافظة علي الصلاة، فمحافظة زوجك على الصلاة إن شاء الله رادع له عن كل سوء (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، تحدثي معه لا علي سبيل الوعظ والإرشاد، ولكن حديثا ودودا، شجعيه على الصيام النفل، فقد شرع الله الصيام ليسيطر على الغرائز، ويكبح جماح الشهوات، ويقوي على مقاومة وساوس الشيطان.
7- اعملي على إشباع الحاجات العاطفية، وإعادة الحرارة للعلاقة الزوجية بينكما، وذلك بإعادة خطوط الاتصال القلبية والوجدانية، فابدئي التجديد والتغيير في حياتكما. تفهمي أن للرجل ضعفًا غريزيًا أمام المغريات.. فحاولي أن تبدي أمامه كالعروس في رومانسيتها وإثارتها، تزيني له، وتطيبي له، وتفنني في إدخال السرور عليه.
هذا هو الإسلام " أن تسره إذا نظر إليها ". ليس فقط في عنايتكِ بمظهركِ وزينتكِ ولمسات الجمال في منزلكِ، بل عبري عن مشاعركِ له، وأعطيه الفرصة للتعبير عن مشاعره هو أيضا. كوني له الحبيبة والصديقة التي تشاركه أحلامه، وتتفهم مشاعره، واظهري إعجابكِ به وبجاذبيته. واعلمي أن الزوجة الذكية هي التي تسد كافة الثغرات في وجه زوجها خاصة إذا كانت تعرف جيدًا مدى ضعفه واستعداده للخيانة.
8- داومي على ترك أشرطة القرآن الكريم بمسمع منه، فترديد القرآن بالبيت يجلب البركة، ويطرد الشياطين. كما أنصحك بإسماع زوجك الأشرطة الدينية التي ترقق القلب، وتذكر بالموت وحسن الخاتمة والجنة والنار.
9- خصصي جزءًا كبيرًا من وقتكِ للاهتمام به والاستماع له وتجاذب أطراف الحديث معه، لتكوني بذلك السكن الذي يركن إليه بعد التعب. ولا تبخلي بعواطفكِ حتى لا يضطر للبحث عن الاهتمام والحب في مكان آخر.
10- انسي أمر الخيانة تمامًا ولا تتحدثي عنه من قريب أو بعيد، وتعاملي كأنه عارض زال وانتهى، بل تحدثي مع زوجكِ دومًا كأنه هدية السماء لكِ، التي تشكرين الله عليها ليل نهار، وأشعريه أنكِ فخورة به، كوني أمام زوجكِ مرحة منطلقة خفيفة الروح بشوشة.
11- شجعيه على أن يكون له رفقة طيبة، ولتكن رفقة جماعة المسجد أو غيرهم من الصالحين، فالرفقة الصالحة خير معين بعد الله عز وجل، وحذريه من جلساء السوء.
12- اجتهدي وابتكري في وسائل إصلاحه وجذبه إليكِ واتركي النتائج على الله عز وجل،و اعلمي أنه بعون الله، وبالتدريج والصبر واللين، ستحققين تغيرا فيه، ولكن لا تتعجلي النتائج مهما طال الزمن، وفي النهاية الهداية بيد رب العالمين، " لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ولَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ".
13- أنصحكِ بألا تفشي هذا السر لأي أحد، لأن إفشاءه سيكون من باب التشهير به، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.
ابنتي المؤمنة.. اعلمي أن صلاح زوجكِ يحتاج منكِ إلى صبر، وإصرار على تطبيق ما أوصيت به، فلا تملي من طول الطريق، ولا يوجد حل ناجع أفضل من التوجه إلى الله والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء، فتوجهي للباب الذي لا يغلق،والنهر الذي لا ينضب، والأمل الذي لا يقهر... وفي انتظار جديد أخباركِ لنكمل معا مسيرة العلاج.
أسأل الله جل وعلا أن يهدي زوجكِ، ويبارك لكِ فيه، ويجمع بينكما في خير إنّه سميع مجيب.
الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب
المصدر: موقع اليوم السابع